الشيخ الشريف عبدالله بن عمر بن إبراهيم بن علي الطيار رحمه الله

اسمه ونسبه.

هو الشيخ الشريف عبدالله بن عمر بن إبراهيم بن علي الطيار، ولد إبان هجرة والدة الشيخ عمر بن إبراهيم الطيار يرحمه الله من المدينة المنورة إلى بلاد الشام في سفر برلك التي فرضت على أهل المدينة المنورة سنة 1337هـ، حيث كانت ميلادة في سنة 1357 للهجرة بمدينة السفيرة السورية. أما والدته فهي السيدة العابدة الزاهدة حنيفة محمد خير الدين باشا، ابنة المدينة المنورة.

أما والده الشيخ الشريف عمر بن إبراهيم بن علي الطيار (وله مقال تفصيلي في الموقع لمن أراد العودة له)، فأعقب من الأبناء ثمان ومن البنات أربع، إبراهيم ومحمد وعبدالرحمن وأحمد وعبدالمجيد ومحمد علي وعبدالرزاق وعبدالله، وفاطمة وعائشة وعزيزة وآمنة (وتنادى بـ: أميرة).

أما نسبه الشريف وذلك على أدق وأصدق ما وقفنا عليه من أمهات الكتب والمشجرات والمؤرخات والصكوك والمخطوطات التي تم تحقيقها على مدى أكثر من خمس عشرة سنة ونيف، وشارك في تحقيقها وتوثيقها نقابة السادة الأشراف المصرية، فهو: السيد الشريف الشيخ عبدالله بن عمر (المولود بالمدينة المنورة سنة ألف وثلاثمائة للهجرة، ربيب الحرم النبوي الشريف، والمتوفى فيها في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين للهجرة) بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن عبدالله بن علي بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ أحمد بن الشيخ أبوبكر (الجد الجامع لآل الطيار بالمدينة المنورة) بن الشيخ عبدالله بن الشيخ علي بن الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ علي بن الشيخ عبدالله بن علي (عاد للمدينة من الأحساء سنة 1090هـ) بن عبدالرحمن (الملقب بالأحسائي) بن عبدالله (خرج من المدينة المنورة لبني عمومته في الأحساء في حدود سنة ألف للهجرة) بن الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن طالب بن الشيخ عبدالله بن القاسم بن عبدالله بن إسماعيل بن العباس بن طالب بن محمد بن الحسن الثاني بن الحسن الأول بن الأمير إسحاق (أمير المدينة المنورة وأول من بنى سوراً حولها) بن الأمير محمد (أمير المدينة المنورة) بن الأمير يوسف (أبوالأمراء أمير خيبر والمدينة المنورة) بن الأمير جعفر السيد (أبو الأمراء أمير الحجاز) بن إبراهيم الأعرابي بن الإمام محمد الرئيس (ذو الشرفين أبوجعفر الجواد، أحد أربعة وجهاء عصره، وأمه السيدة لبابة بنت عبدالله (حبر الأمة وترجمان القرآن) بن عباس بن عبدالمطلب وبها اتصل نسب آل الطيار (أماً) بسيدنا العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه وأرضاه) بن الإمام علي الزينبي (الإمام الفقيه العابد الزاهد الجواد ذو الشرفين، وأمه السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبها اتصل نسب آل الطيار برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما هو نسب السادة الحسنيين والحسينيين على وجه الخصوص) بن عبدالله الجواد (بحر الجود وقطب السخاء، أحد أجود أربعة عرب عرفهم التاريخ) بن جعفر الطيار (ذو الجناحين أمير جند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مؤتة وشهيد مؤتة في السنة السابعة للهجرة) بن أبي طالب (سيد مكة واسمه عبدمناف) بن عبدالمطلب (جد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيد مكة والعرب، واسمه شيبة الحمد) الهاشمي القرشي، رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.

ميلاده يرحمه الله.

وأما الشيخ الشريف عبدالله بن عمر بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الطيار تغمده الله بواسع رحماته وأسكنه أعالي جنانه. فأمه وأم أخوته هي السيدة العابدة الزاهدة (حنيفة) ابنة الشيخ العلامة محمود عبدالقادر خير الدين باشا المدني، وكان والدها قائم مقام تونس العاصمة، ثم حينما حل الاحتلال الفرنسي لتونس، هاجر إلى المدينة المنورة واستقر بها، وبها ولدت السيدة (حنيفة)، فلما فرض سفر برلك على أهالي المدينة المنورة هاجر منها إلى بلاد الشام، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه أعالي جناته.

ولد يرحمه الله أثناء هجرة والده الشيخ عمر بن إبراهيم بن علي الطيار يرحمه الله القسرية من المدينة المنورة إلى بلاد الشام في سفر برلك الذي فرض على أهل المدينة المنورة كافة سنة 1337هـ، حيث كانت ميلاده في سنة 1357 للهجرة بمدينة السفيرة السورية، ونشأ نشأة صالحة على يدي والديه. وبعد أن أتم دراسته الثانوية العلمية هناك، إنتقل لإكمال دراسته الجامعية في جمهورية ألمانيا، وبها حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية، ليعود مع والديه وأخوته إلى مدينته الأصلية التي خرج منها والديه مهاجرين، المدينة المنورة، فكان من صفوف أوائل السعوديين الذين حصلوا على هذه الدرجة العلمية.

ولادته ونشأته ودراسته رحمه الله.

ولد رعاه الله تعالى ببلدة السفيرة شمال شرق الجمهورية العربية السورية وذلك أثناء هجرة والدايه رحمهما الله تعالى، ونشأ نشأة صالحة على يدي والديه. وبعد أن أتم دراسته الثانوية العلمية هناك، إنتقل لإكمال دراسته الجامعية في جمهورية ألمانيا، وبها حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية، ليعود مع والديه وأخوته إلى مدينته الأصلية التي خرج منها والديه مهاجرين، المدينة المنورة، فكان من صفوف أوائل السعوديين الذين حصلوا على هذه الدرجة العلمية.

حياته العملية رحمه الله.

نتيجة للشهادة الجامعية التي كان قد حصل عليها، وإجادته لثلاث لغات هي (العربية والإنجليزية والألمانية) إضافة إلى قسم كبير من اللغة الفرنسية، فقد أهله ذلك أن يكون في أعلى المناصب القيادة بوزارة الزراعة بالرياض منذ مطلع حياته. ونظراً لما تمتع به من حنكة إدارية عالية ونشاط عملي بارز من جهة، ورغبته في العودة إلى المدينة المنورة من جهة ثانية، فقد إنتقل بعمله إلى الشركة السعودية للكهرباء بالمدينة المنورة، ومنها إنتقل إلى مدينة رابغ ليكون من أوائل المؤسسين لخدمة الكهرباء بها، فعمل بها سنوات عدة، أسس خلالها وأدار فرق العمل إلى أن إنتشرت الكهرباء برابغ وما حولها، فتركت أخلاقه وطهارة إدارته ونزاهة عمله في نفوس الأهالي الأثر الطيب البالغ. إنتقل بعد ذلك إلى محافظة جدة ليعمل بها بمنصب نائب مدير عام إدارة الأمن الصناعي بالمنطقة الغربية، وعمل بتلك الوظيفة بكل إتقان وكفءة منقطعة النظير إلى أن أحيل إلى التقاعد بناء على رغبته، ليكرس حياته بعد ذلك في مواصلة مشوار تربية أبنائه والإشراف على سمو أخلاقهم وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة، وكذلك ليكون له القدرة والوقت الكافِ لتكريس زياراته المتواصلة إلى المدينة المنورة إلى جوار المسجد النبوي الشريف.

نبذة مقتضبة عنه رحمه الله.

بعد تقاعده، ونتيجة لدراسة أبنائه في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وعمل بعضهم فيها، مما جعل إقامته حالياً بمدينة جدة، ولكن ذلك لم يغير شيئاً مما في أعماقه من حب دفين لمدينته، المدينة المنورة، ومجاورة جده الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فبات متنقلاً بينها وبين المدينة المنورة بعد أن أكرمه الله تعالى بنشأة أبنائه النشأة التي كان يتمناها. وقد ظل ومنذ شبابه محط إهتمام الكثيرين لما يتمتع به من دماثة في الأخلاق ورقي في التعامل مع الآخرين والحرص على إصلاح ذات البين بين مختلف الفرقاء، وكذلك الأدب المنقطع في تعامله مع الصغير قبل الكبير، أطال الله بقاءه وأمد في عمره.

أعقابه رحمه الله.

أعقب من البنات واحدة ومن الأبناء خمساً هم عمار وأسامة ومعاذ ومحمد وعبدالرحمن. فأما المهندس الشريف عمار فعمل مديراً للعديد من مشاريع شركة أرامكو السعودية، وشغل عدة مناصب بها في مجال الإشراف على على أحد المشاريع النفطية الكبرى بالمنطقة الشرقية. وكان قد تنقل عدة مرات في دول العالم منها اليابان وأمريكا وكندا وكوريا في سبيل صقل مواهبه العلمية وزيادة خبرته في مجال عمله، وبعد وفاة واله يرحمه الله طلب إحالته للتقاعد وعاد إلى مدينة جدة ليكون جوار والدته وأخوته، ولا يزال يسكن فيها، وأعقب من الأبناء معن وعبدالله ومن البنات واحدة. وأما المهندس الشريف أسامة فقد تلقى تعليمه بالجامعات المصرية إلى أن حصل تخرج منها مهندساً ليلتحق بالشركة السعودية للكهرباء بمحافظة جدة والتي لا يزال يقيم فيها، وأعقب يوسف وبنتاً واحدة، وأما الشريف معاذ فيعمل بمدينة جدة وأعقب من الأبناء عبد الرحمن، وأما الشريف محمد فيعمل بمدينة جدة وقد تزوج حديثاً ولم يعقب بعد، وأما الشريف عبد الرحمن فتزوج من ابنة (ابنة عمه عبدالرزاق بن عمر الطيار) ابنة الأستاذ عبدالله بن فرج الدبيسي الجهني وأعقب منها سليمان ويعيش الجميع بمدينة جدة. وأما (سهير) الابنة الوحيدة للشيخ الشريف عبدالله الطيار يرحمه الله، فأكملت دراستها الجامعية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وتخرجت منها طبيبة، وتعمل حالياً طبيبة استشارية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وقد تزوجت وأعقبت ابنان وابنة واحدة.

وفاته رحمه الله.

خلال جائحة كورونا التي بدأت في أوائل شهر ديسمبر عام 2019م، واجتاحت العالم منذ مطلع سنة 2020م ومنها المملكة العربية السعودية التي دخلتها الجائحة يوم الاثنين السابع من شهر رجب سنة 1441هـ الموافق للثاني من شهر مارس سنة 2020، أصيب يرحمه الله بعد عدة أشهر بهذا الوباء، وجاهد الأطباء في مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة لأكثر من خمس أربعين يوماً في علاجه وعلاج ما أصاب الرئة من أضرار، حتى وافاه الأجل المحتوم يوم الأحد الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة 1442 للهجرة الموافق للتاسع من نوفمبر سنة 2020م بمدينة جدة، ثم تم نقله إلى مكة المكرمة وصلي عليه بعد صلاة فجر اليوم التالي، الاثنين الثالث والعشرين من ربيع الأول، ووري مرقده في المعلاة بمكة المكرمة بمربع الجعفرية، على بعد أمتار من ضريح جدته وجدة آل الطيار، أم المؤمنين سيدتنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وتغمده بواسع رحماته وأسكنه أعالي جنانه.