نسب أسرة السادة الأشراف آل هاشم وآل الحنبلي وآل النقيب
بقلم: النسابة الجعفري الأردني الشريف محمد نعمان بن نهاد بن عفيف هاشم الزينبي الجعفري الطيار
إن جذور السادة الأشراف (آل هاشم وآل الحنبلي وآل النقيب) تعود إلى شهيد مؤتة الصحابي الجليل جعفر الطيار بن أبي طالب رضي الله عنه أمير الشهداء والمجاهدين أمير وشهيد معركة مؤتة التي وقعت جنوب الأردن ضد الروم الغزاة.
وهذه الأسر الثلاث السادة الجعفريون الطالبيون الهاشميون ينتمون إلى النسب الشريف من ذرية جدهم الهاشمي الشهيد العظيم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من حفيده علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار. وقد سمي علي الزينبي نسبة لأمه السيدة الهاشمية العظيمة عقيلة بني هاشم السيدة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمها هي السيدة البتول البضعة العظيمة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكانت بيوت هذه الأسرة منذ القرن الرابع الهجري وما قبله بمكة المكرمة والمدينة المنورة في الحجاز. وفي أواخر القرن الرابع الهجري خرج بنو الشريف الجمال أبو الفرج نعمة الله بن سلطان بن سرور بن رافع بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم بن إسماعيل بن الأمير جعفر السيد الأغر بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الرئيس الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام هرباً من الاضطهاد الذي كان سائداً في ذلك الوقت والواقع على كل الهاشميين بلا استثناء من قبل العديد من أعداء الإسلام، وخوفاً على أنفسهم وعلمهم وأولادهم فأخذوا ينشرون العلم والفقه والدين الإسلامي على المذهب الحنبلي الذي كان لهم الفضل الأول في نشره في بلاد الشام، فاشتهر منهم الكثير من العلماء والفقهاء في العراق وإيران ودمشق ومصر ونابلس وعمّان، وكان العديد منهم يتولى نقابة الأشراف في نقابة السادة الأشراف في هذه العائلة. ويحفظون نسبهم بوثائق وحجج كثيرة تثبت نسبهم الشريف كابراً عن كابر.
ومع بدايات القرن العشرين حضر الكثير منهم من نابلس إلى شرقي نهر الأردن وهي المملكة الأردنية الهاشمية وذلك بقصد نشر العلم والفقه، على الرغم من تولي البعض منهم المناصب السياسية في الدولة لخدمة هذا الوطن العزيز وشعبه الكريم، إلا أنهم بقوا يحافظون على نسبهم الشريف بالرغم من التيارات المعاكسة التي بدأت تظهر في أيامنا هذه.
وقد ورد في التاريخ القديم في كتب المراجع والأنساب تراجم عديدة لعلماء وفقهاء هاتيك الأسرة الجعفرية الهاشمية من خلال علماء كبار لهم صولتهم وباعهم الطويل في حقل الأنساب الهاشمية وتحقيقها مما يدعم نسبتهم الشريفة ويوثق لهم بنسبهم الفائق في الشرف ويحثهم على عدم ترك ميراث الأجداد بشهرة العلم والنسب وأن لا يسعون وراء الأقوال الضعيفة التي لا تغير من واقع نسبهم الشريف شيئاً، وهكذا ورد في كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، وكذلك الإمام الزبيدي في مدوناته على بحر الأنساب المشجر الكشاف للإمام النجفي رحمهم الله تعالى، وغيرها الكثير من كتب المراجع والمؤلفات والتراجم.
وفي القرن الحديث أورد العديد من العلماء المعتبرين روايات عديدة تؤكد نسب هذه الأسرة الشهيرة عبر التاريخ، من ذلك يذكر ويؤكد كتاب قاموس العشائر في الأردن وفلسطين لمؤلفه الباحث حنا عماري الرواية المعروفة عن انتساب (آل هاشم وآل الحنبلي وآل النقيب) إلى الصحابي الجليل جعفر الطيار رضي الله عنه، ويذكر أن منازلهم في نابلس بفلسطين، ويعزز رواية النسب (الملحق في نسب البيت الهاشمي) من كتاب (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) لمؤلفه المستشرق فرديك ج بيك الذي ترجمه وزير البلاط الأردني الأسبق بهاء الدين طوقان. وهناك الكتاب المخطوط للمؤرخ العلامة السيد محمد مرتضى الزبيدي الحسيني بمصر الذي سرد فيه بحثه في نسب العشائر التي تعود بجذورها إلى الصحابي الجليل جعفر الطيار وأطلق عليه اسم (الروض المعطار في نسب السادة آل جعفر الطيار) وذكر فيه نسب هذه الأسرة باستفاضة وأورد العديد من تراجم وأعقاب رجال هذه العائلة.
ويشير كذلك كتاب (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل) لمؤلفه عبد الرحمن بن محمد العليمي أن أول من نزل بنابلس من الجعفريين هو الشيخ تقي الدين أبو عبد الله يوسف بن عبد المنعم. وهذه الأسر الجعفرية الثلاث عائلات آل هاشم وآل الحنبلي وآل النقيب تلتقي معاً في انتسابهم إلى الصحابي الجليل شهيد مؤتة جعفر بن أبي طالب الطيار رضي الله عنه لتشكل الشجرة الهاشمية الجعفرية من جعفر الطيار في هذه المنطقة من بلاد الشام، وأنها من أوثق وأعرق العائلات انتساباً لجعفر الطيار وشهرتها ضاربة في عمق التاريخ شهرة واستفاضة، لا يدانيها شهرة أسرة في المنطقة.