دار السيدة خديجة بمكة المكرمة

الكاتب مركز الدراسات والبحوث بتاريخ .

تقع دار سيدتنا أم المؤمنين الحبابة خديجة بنت خويلد عليها رضوان الله تعالى وسلامه في مكة المكرمة بزقاق الحجر شرقي المسعى أمام باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحالي، مع ميل قليل إلى الشمال، وعلى بعد خطوات ليست كثيرة من الباب, وهذه الدار هي أفضل مواضع مكة المكرمة بعد المسجد الحرام, على ما قاله المحب الطبري وغيره من الأعلام والمؤرخين وأهل العلم.


قال الأزرقي: وهذه الدار كان يسكنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع السيدة خديجة رضي الله عنها وفيها ابتنى بها, ولدت فيها جميع أولادها وتوفيت بها, ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم ساكناً بها حتى هاجر إلى المدينة المنورة, فاستولى عليها عقيل بن أبي طالب, ثم اشتراها منه معاوية وهو خليفة فجعلها مسجداً, وفتح فيه باباً من دار أبيه أبي سفيان التي قال فيها صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) وتسمى هذه الدار جميعها بمولد فاطمة وموضع مسقط رأسها معروف, وقال الفاسي: لا ريب كون فاطمة ولدت في هذه الدار. انتهى.

تعليق: لم يتفق جل ثقات أهل التاريخ بما ذهب إليه (الأزرقي) بقوله: "فاستولى عليها عقيل بن أبي طالب"، وما هي إلا إحدى دسائس التاريخ التي لم يرد بها سوى بث السموم داخل البيت النبوي. وما يثبت ذلك، أنه وبعد عودة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة عقب فتح مكة المكرمة، وكان سيدنا عقيل رضوان الله عليه وسلامه آنذاك من المسلمين والصحابة الأجلاء، ولو كان – كما قال الأزرقي – قد استولى على بيت السيدة خديجة عليها رضوان الله وسلامه، فلابد وأن يعيد تلك الدار إلى الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، لا أن يبق مستولٍ عليها ثم يبيعها لمعاوية بعد أن يصبح خليفة. ثم ألم يكن يدرك معاوية أن المنزل قد تم الاستيلاء عليه، وأي منزل ذلك، كي يشتريه وهو يعلم أنه مغتصب؟ مما يدفعنا إلى القول ببطلان ما ذهب إليه الأزرقي في هذا الشأن.


وهذا البيت هو الذي أشرق فيه نور الإسلام, وأضاء الخافقين, وهو البيت الذي شهد انطلاق الرسالة التي حملها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو البيت الذي تردد فيه جبريل الأمين على طه الأمين وأوحي إليه بالسبع المثاني والقران العظيم وهو البيت الذي مكث فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث عشر سنة يدعو الناس منه إلى التوحيد وترك عبادة الأوثان ومن هذا البيت قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه لقريش وللناس أنه مرسل من رب العالمين, ونزل في هذا البيت أكثر من ثلثي سور القرآن الكريم.

 المراجع:
- كتاب عدة الأنام في أماكن الإجابة / تحقيق د.عبد الله مزي.
- أم المؤمنين خديجة بنت خويلد / د.محمد عبده يماني.

المصدر مع بعض التعديل: موقع مكاوي - قبلة الدنيا مكة المكرمة
http://www.makkawi.com/Articles/Show.aspx?ID=324

دار السيدة خديجة أثناء عملية إزالته الأخيرة

دار السيدة خديجة أثناء عملية إزالته الأخيرة