بيان بعضٍ حقوق وواجبات السادة والأشراف

الكاتب مركز الدراسات والبحوث بتاريخ .

بيان بعضٍ حقوق وواجبات السادة والأشراف
وما وصَّى بهم سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث الشريفة

بقلم الفقير الذليل لربه تعالى، حسان بن محمدعلي بن عمر الطيار

قبل البدء في هذا المبحث، نود أن نذكر أنفسنا وغيرنا من الأحبة بشكل دائم ومتصل بتلك الأمور الهامة التي يجب وضعها نصب الأعين في كل مكان وزمان عند الحديث عن السادة الأشراف، ونخص في ذلك السادة الأشراف أنفسهم، ثم محبيهم والمتقربين إليهم، لكي لا يعتقد أحد قط أن ما سنورده في هذا المبحث إنما جعل من باب التعالي على عباد الله تعالى وتنزيه الذات عن كل شائب. وبذات الوقت كي يعي الجميع أهمية وخطورة أمر الانتساب إلى العترة النبوية، وما حباهم الله تعالى من مقام، نحبهم ونجلهم ونتقرب إليهم ونودهم إكراماً وتعظيماً وإجلالاً لله تعالى ولسيد الكائنات الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في المقام الأول والأخير، وتقرباً له بأبي هو وأمي وروحي وعرضي وبكل الكائنات، عل ذلك أن يكون شفيعاً لنا بين يديه الشريفتين فننال رفقته وشفاعته في الموقف الأعظم. ونقول:

أولاً: إن السيادة والتشريف إنما هي تشريف يتوج به المسلم الصالح العابد الداعي إلى ما أمر الله تعالى ورسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وتمسك به، وكان القدوة في نشر ذلك، والسفير الأمثل لتمثيل آبائه وأجداده من أهل البيت وآله وقرابته، والجد الأعظم لأهل البيت النبوي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

ثانياً: أن السيادة والتشريف هي حق خصه الله تعالى لذرية حبيبه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ولأهل بيته وآل بيته وقرابة بيته النبوي الشريف، تلك الخصوصية التي لا فضل لأحد فيها على أحد، ولا فضل للمنتسب إليهم في اكتسابها، فالله تعالى جعل عبده وأمته في هذه المنزلة فضلاً وكرماً منه جل وعلا، ووجب على العبد والأمة أن يراعوا هذه النعمة ويشكروا الله تعالى عليها، لا أن يكفروا بها بجحودهم وتعاليهم وغطرستهم وتجبرهم وتكبرهم على عباد الله، فما ذلك كله إلا كفر بتلك النعمة وعدم شكرها بما ينبغي. والله تعالى قادر كما أعطى لمن شكر أن يأخذ ممن جحد وكفر، وسواء كان ذلك في الابتلاء في الدنيا، أو بقبضه وإنهاء حياته الدنيوية.

ثالثاً: أن السيادة والتشريف تستلزم على المنتسب للعترة المحمدية، التحلي بكل الصفات الحسنة والأخلاق النبيلة والمعاملات المحمودة مع عباد الله تعالى، وعليها يقام تاج السيادة والتشريف، وليس العكس كما يظنه البعض – هدانا الله وإياهم – فيعتقد بأن انتسابه للعترة المحمدية مبرراً لشائن عمله، وسوء أخلاقه، وانعدام أدبه، واقترافه المعاصي والذنوب، فتراه متبجحاً في كل مكان "أنا سيد" أو "أنا شريف" وهو يسرق مال هذا، ويفرق جمع هذا وذاك، ويشتت الأسر، ويسعى في خراب البيوت، وهدم أواصر وعري صلات الرحم والقربى، يسب هذا، ويتطاول في الحديث على هذا، ويشرب الخمر والمخدرات والمنكرات مع هذا، وينتهك أعراض المسلمين، فلا يكف عن زناً، ولا ينهي النفس أو يكفها عن النظر إلى عرض هذا وذاك. فأي سيادة تلك! وأي شرف ذاك! وأي جهل وجهالة مقيتة يسلكها أمثال هؤلاء، وهم بأعمالهم تلك إنما ينفرون الناس من عترة رسول الهدى صلى الله عليه وآله وسلم، ويبعدون الخلق عنهم، بل ويشعلون الأنفس في ذم العترة كافة والاستهانة بها، مما يوقع الأمة في المحظور، والسبب كله في فرد واحد نهج ذلك النهج السيء. فليحذر هؤلاء من جهة، ولتعلم الأمة من جهة ثانية أن العترة المحمدية لا تقبل بحال من الأحوال أمثال هؤلاء لا نسباً ولا انتساباً، وأمرهم إلى الله يوم القيامة.

رابعاً: أن أمر التفريق بين عباد الله وأهل العترة لا يقبله الله تعالى ولا يقبله حبيبه الجد الأعظم للعترة المحمدية صلى الله عليه وآله وسلم. فالله تعالى يقول في الكتاب العزيز: (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) البقرة/221. ويقول الحق جل شأنه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات/13. فلكم رأينا من عباد الله وإمائه قد رفع الله مقامهم وأعلى منزلتهم وهم لا ينتسبون للعترة المحمدية بصلة، ذاك أنهم كانوا منابر نور ودعاة خير ومشاعل حق، عرفوا حقوق الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فرفع الله مقامهم وأعلى منزلتهم في نفوس عباده، بل لطالما سمعنا عن بعض ممن لا ينتسبون للعترة المحمدية قد بشروا بمنازل في الجنة، ومغفرة من رب العالمين، وقرب من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم ما وصلوا لتلك المنازل إلا بالخُلق والأخلاق والدعوة إلى الله تعالى. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لو أننا أخذنا عينة من عباد الله – وسنخفي في هذا المقام المنتسب إلى العترة من غير العترة تعمداً – ونظرنا إليهم أمثال (الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي شيخ المفسرين رحمه الله، الدكتور العلامة مصطفى محمود منبر تحقيق العلم بالقرآن رحمه الله، الشيخ الداعية أحمد ديدات سيد المناظرين رحمه الله، الشيخ العلامة الدكتور علي جمعة مفتي عام جمهورية مصر العربية، الشيخ الدكتور زاكر نَايكْ سيد المناظرات الهندي الأصل والجنسية، الدكتور محمد راتب النابلسي، الشيخ علي الطنطاوي، الشيخ الدكتور خليل ملا خاطر، الشيخ العلامة المفسر عبد الله سراج الدين، ...الخ وغيرهم بالمئات، مع ملاحظة أننا لم نذكر الكثير من الأعلام ليقيننا أنهم معروفوا النسب (وهو ما لا نريده أن يكون في مثالنا هذا) إن كانوا من العترة أم من غيرها، ثم سألنا أنفسنا: أي من هؤلاء سيد وشريف ويستحق تلك المنزلة؟ لأجمعت الأمة أنهم جميعاً أو جلهم ليستحقون ذلك بلا تردد. فترى أنه في الوقت الذي لم ينتسب بعضهم للعترة المحمدية قد وصل بأعماله وصفاته وأخلاقه ودعوته لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى منازل السيادة والتشريف، في الوقت الذي لم يصل إليها منتسب مؤصل في العترة المحمدية، وهذا ما وددنا لفت النظر إليه وبيان أن السيادة والتشريف هي تشريف للصالحين من العترة المحمدية، فالسيادة والتشريف مبنية على الصلاح والتقى وليس العكس كما يظنه البعض هدانا الله وإياهم.

خامساً: أن على الجميع أن يدرك ويعي جيداً، أن أمر التقرب من العترة النبوية الشريفة ومودتهم وحبهم والصفح عنهم والقرب منهم إنما يجب أن يكون في المقام الأول تقرباً ومحبة ومودة لله تعالى ولحبيبه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ورجاء نيل شفاعته والقرب منه والتقرب إليه ومرافقته في الفردوس الأعلى. إضافة إلى إجلال ذوي الأخلاق النبيلة والصفات الحميدة والعلم الجليل هؤلاء المنتسبين للعترة النبوية. وأن الصفح عن مخطئهم إكراماً لله تعالى ولحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إنما لا يعلم جزاء ذلك إلا الله تعالى، وليس لمن فعل ذلك من الخير إلا أعظمه وأجل وما يتمناه الفرد في يوم سيبحث فيه الكل منا عن حسنة واحدة علها أن تكون سبباً بعد رحمة الله تعالى وشفاعة حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم في دخول الجنة، فكيف إن كان الجزاء بيد رسول الله وشفاعة رسول الله، وعطاء رسول الله، ورضى ورضوان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي عهد للأمة بالمكافأة منه صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة لمن أسدى إلى هاشمي أو مطلبي معروفاً.

فلقد أورد الإمام العلامة شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي المتوفى سنة (902هـ) في كتابه (المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة) تحقيق: محمد عثمان الخشت، في الحديث رقم (1058) (1/622) والحديث رقم (1082) (1/632) والحديث رقم (1143) (1/654) قال: (من أسدى إلى هاشمي أو مطلبي معروفاً ولم يكافئه، كنت مكافئه يوم القيامة) ثم قال السخاوي رحمه الله: (لم أقف عليه، ولكن قد بيض له شيخنا في بعض أجوبته. قلت: قد أخرجه الطبراني في الأوسط (3/463) الحديث (1502) من حديث أبان بن عثمان سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يداً فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافأته غداً إذا لقيني) وللثعلبي في تفسيره عن علي رضي الله عنه مرفوعاً: (من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها إذا لقيني يوم القيامة) ورواه الخطابي في تاريخ الطالبين بلفظ: (من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته عنها يوم القيامة) كما بينته في "استجلاب ارتقاء الغرف). انتهى كلام السخاوي رحمه الله تعالى.

أما سبب إفرادنا لهذا المبحث، فقد كان لبيان حقوق وواجبات السادة والأشراف من التوقير والتكريم والإجلال والاحترام والمحبة لهم، وما وصَّى بهم سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم شفيع المخلوقات في الأحاديث النبوية الشريفة، لنعي ويعي الجميع أهمية ذلك، وخطورة مخالفة الأمر في هذا الشأن، ذاك أني وقفت على أحاديث شريفة وجدتها في عشرات المصادر العلمية لعلماء شهد لهم العالم بأسره بعلمهم واعتدالهم تقشعر لما نقلوه لنا الأبدان ويصيب الرعب تلك الأرواح التي لا تبحث في هذه الحياة الدنيا إلا على ما يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتسعى لنعيم الآخرة. فنقلت من تلك الأحاديث الشريفة القليل منها علني والقارئ والقارئة الأفاضل أن نكون ممن وعى أمر العترة المحمدية وعرف حقيقته وما لهم من الله تعالى من حقوق وواجبات. فكفاهم اختصاصاً أن الأمة المحمدية بأسرها تصلي عليهم في اليوم خمس مرات في خمس صلوات مفروضة. وكفاهم شرفاً ما ورد بهم من أحاديث خصهم بها الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. وكفاهم شرفاً قول الله تعالى: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) الشورى/23.  سائلين الله تعالى أن نكون ممن يرعون تلك الحقوق ويتقربون بحبهم لأهل العترة المحمدية لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإكراماً وتقرباً لسيد الشفعاء صلى الله عليه وآله وسلم، عل ذلك أن يكون لنا شفيعاً بين يديه بأبي هو وأمي يوم القيامة فننال شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم بإذن الله فننجى من عذاب الله تعالى.

ولكي لا نطيل في الحديث في هذا المبحث، فسنفرد للقارئ بعضاً مما قاله أهل العلم في هذا الأمر، موثقاً ومحققاً ومدققاً ليسهل على القارئ العودة إليه متى شاء.

فقد جاء في (ص23،24) من كتاب "إحياء الميت بفضائل أهل البيت، للإمام العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد السيوطي، قدم له وعلق عليه: عاطف وفدي، مكتبة الرحمة المهداة، الطبعة الثانية، 1427هـ) ما نصه:

والعترة من أهل البيت النبوي المذكورون في أحاديث الثقلين والخليفتين والسفينة والنجوم وغيرها، هم من جعلهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المثل الحي لسنته، فكما أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قرآناً يمشي على الأرض، كذلك كان هؤلاء هم سنة تمشي على الأرض، ولذا فلا عجب حين نراه صلى الله عليه وآله وسلم في آخر كلامه، يضع العترة موضع السنة (قال في هامشه: هذا إذا سلمنا جدلاً بأن حديث (كتاب الله وسنتي) يكافئ حديث العترة. فإن الأول أخرجه الحاكم ولم يصححه (1/172) والبيهقي (10/114) والدارقطني (4/245) واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (1/10) وابن عبد البر (24/331) وابن عدي (4/69) والعقيلي (2/250) والرافعي في التدوين (4/179) كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا الحديث إن كان صحيحاً من حيث المعنى إلا أن في كل رواياته صالح بن موسى الطلحي: ضعفه الإمام أحمد ويحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم والنسائي والجوزجاني، وقد رواه أيضاً الإمام مالك (2/889) دون إسناد، ورواه ابن عبد البر في التمهيد (24/331) عن عمرو بن عوف رضي الله عنه، وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني: ضعفه البخاري والنسائي والأزدي وابن عدي والذهبي وابن حجر، وفي روايتي الحديث ضعفاء غير ذلك، ولكنا اكتفينا بمن ذكرنا كمثال للتدليل على ضعفه، وليس مقصودنا الطعن في الحديث؛ فإن معناه مما يختلف عليه مسلم، وإنما مقصودنا أن نظهر مدى الفرق الشاسع في قوة حديث العترة الذي رواه ما يزيد على عشرين صحابياً بروايات معظمها في صحيحه مقارنة بهذا الحديث الذي يعد من أحاديث الآحاد، وعلى الرغم من ذلك فإننا نجد أن حديث العترة لا يذكر إلا في القليل النادر ولا يعرفه من الأمة إلا الشذر القليل، في حين أن حديث (كتاب الله وسنتي) له من الشهرة ما لا يخفى على أحد، وهو ما نراه أمراً مقصوداً لغمط أهل البيت النبوي حقوقهم وعدم تمكينهم من أداء دورهم الذي اضطلعوا به، في الوصاية بالاستمساك بهم وعدم تجاوزهم.

ولا عجب أيضاً أن يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة على آله حين نزل قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب/56. ليدلنا بلطيف الإشارة إن لم نقل: بصريح العبارة على أنه صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيته شيء واحد. فإن منطوق الآية ليس فيه أمر إلا بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يزيد من تلقاء نفسه شيئاً في دين الله لم يأمر به الله تعالى، فلم يبقى إلا أن نكون مأمورين في هذه الآية بالصلاة على آله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أمر لا يتحقق إلا بالإقرار بأن آله في هذه الآية مبطونون في ذاته الشريف؛ للدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم وآله شيء واحد كما أشرنا.

وقد فهم الصحابة رضي الله عنهم ذلك المعنى لما نزلت الآية حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا رسول الله. كيف الصلاة عليكم أهل البيت؛ فإن الله علمنا كيف نسلم عليكم). (قال في هامشه: أخرجه الإمام البخاري (3/1233 والحاكم (3/160) والبيهقي (2/148) والطبراني (19/129) وفي الأوسط (3/29) عن كعب بن عجرة رضي الله عنه). قال السمهودي: ودلت الرواية التي في المستدرك (يقصد الرواية السابقة) على أن المراد من هذا الأمر الصلاة عليه وعلى آله؛ لقوله: "كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟" يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته، ودل على صحة ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم في رواية الصحيحين المتقدمة في جواب قولهم: "فكيف نصلي عليك؟": (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...) الحديث. انتهى النقل من "إحياء الميت بفضائل أهل البيت". انتهى كلام الإمام السيوطي رحمه الله.

وأخرج أحمد والترمذي وصححه النسائي والحاكم عن المطلب بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل قلب امرئ مسلم إيماناً حتى يحبكم لله ولقرابتي) رواه مسند الإمام أحمد (1/207) وسنن الترمذي (5/652) وسنن النسائي (5/51) والمستدرك (3/376) وكذا أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/918، 919، 926، 931، 934، 935، 943، 944) والنسائي في فضائل الصحابة (22) وابن أبي شيبة (6/382) والبزار (4/141) (6/131) والطبراني (20/285،284) وأبو الحسين بن قانع (2/194) (3/102) ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/454،453) وأبو الحجاج المزي (14/228) والبغوي في جواهر العقدين (330) وابن ماجة 1/50) والكناني في مصباح الزجاجة (1/21) والبيهقي في الشعب (2/188) والحاكم (4/85) والضياء المقدسي (8/382) والخطيب الغدادي (3/376) والديلمي (4/113) والثعلبي في الكشف والبيان (7/171) وأبو الحجاج المزي (33/340) والذهبي (2/88) (12/156) عن العباس بن عبد المطلي رضي الله عنه.

وأخرج مسلم والدارمي والنسائي عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أذكركم الله في أهل بيتي). صحيح مسلم (4/1873) وسن الدارمي (2/524) وسنن النسائي (5/51) وكذا أخرجه الإمام أحمد (4/366) والنسائي في فضائل الصحابة (22) والحاكم وصححه (3/118، 160) وابن خزيمة (4/62) والبيهقي (2/18) (7/30) وفي الشعب (2/327) وفي الإعتقاد (325) والطبراني (5/182، 183) وعبد بن حميد (114) واللالكائي في إعتقاد أهل السنة (1/79) وابن أبي عاصم (2643) والقاضي عياض في الشفا (2/47) والبغوي في تفسيره (4/125). ونصه كما عند الإمام مسلم: أن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: (قام  رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى "خُمّاً" بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكَّر، ثم قال: (أما بعد.. أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: (وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي) فقال له حصين بن سبرة: "ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده. قال حصين: ومن هم؟ قال زيد رضي الله عنه: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس).

وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) سن الترمذي (5/663) والمستدرك وصححه (3/118) وكذا أخرجه النسائي (5/45) (5/130) وفي فضائل الصحابة (15) والطبراني (5/166) (5/182) وابن أبي عاصم (2/644) وابن الأنباري في الجامع الكبير حديث (8019) وابن عقدة في الموالاة، جواهر العقدين (237) عن ضبرة الأسلمي رضي الله عنه. وقال المناوي: قال القرطبي: وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها، هذا مع ما عُلم من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبأنهم جزؤ منه؛ فإنهم أصوله التي نشأ عنها وفروعه التي نشأوا عنه. فيض القدير (3/14، 15).

وأخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال (إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فأنظروا كيف تخلفوني  فيهما) رواه مسند الإمام أحمد (3/14، 17، 26، 59) ومسند أبي يعلى (2/297، 303، 376) وكذا أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/585، 779) وابن أبي عاصم (/643، 644) وابن سعد (2194) والطبراني (3/65) وفي الأوسط، وضعفه الهيثمي (3/374) (9/163) والصغير (1/226) وابن أبي شيبة (6/133) وابن الجعد (397) والديلمي (1/66) وابن عدي (6/66) والذهبي في السير (9/365) وابن عقدة في الموالاة، جواهر العقدين (237) عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه، وابن عقدة في الموالاة، جواهر العقدين (239) عن أبي ذر رضي الله عنه، وابن عقدة في الموالاة، جواهر العقدين (239) عن أبي رافع رضي الله عنه، وابن عقدة في الموالاة، جواهر العقدين (240) عن أم سلمة رضي الله عنها.

وأخرج الترمذي وحسنه الطبراني والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحبوا الله لما يغْذُوكُمْ، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي). سنن الترمذي (5/664) والمعجم الكبير (3/46) (10/281) والمستدرك وصححه (3/162) وصححه السيوطي في الجامع الصغير (1/11) وكذا أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/986) والبيهقي في الشعب (1/366) (2/130) وفي الاعتقاد (328) وأبو نعيم (3/211) وابن عدي (7/111) والرافعي في التدوين (3/299) والخطيب البغدادي (4/159) وأبو الحجاج المزي (155/64) والذهبي في السير (9/582). وقال المناوي في فيض القدير (1/178): (أي إنما تحبونهم لأني أحببتهم بحب الله تعالى لهم) وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (172): (وذكر ابن الجوزي لهذا في "العلل المتناهية" وهم ...).

وأخرج الطبراني والحاكم – وقال: صحيح على شرط مسلم – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا بني عبد المطلب، إني سألت الله لكم ثلاثاً: سألته أن يثبت قائمكم، وأن يعلم جاهلكم ويهدي ضالكم، وسألته أن يجعلكم جوداء رحماء نجباء، فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى ثم مات وهو مبغض لآل محمد دخل النار) المعجم الكبير (11/176) والمستدرك (3/161) وكذا أخرجه ابن أبي عاصم (2/642) والديلمي (5/295) والفاكهي في أخبار مكة (1/470) وابن الآبار في معجمه (27) وابن أبي خيثمة في تاريخه "جواهر العقدين" (345) والملا في سيرته "ذخائر العقبى" (15) وأخرج نصفه الأخير ابن السري "ذخائر العقبى" (18). قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه محمد بن ظكريا الغلابي وهو ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات؛ فإن في روايته عن المجاهيل بعض المناطير. وفي مجمع الزوائد (9/173) روى هذا عن سفيان الثوري؛ وبقية رجاله رجال الصحيح وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (240) عن هذا الحديث: وصح أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا بني عبد المطلب ...الحديث).

وأخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق) رواه السيوطي في الجامع الصغير وحسنه رواية الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه (2/155) والهيثمي وضعفه (9/168) وكذا أخرجه أبو نعيم (4/306) والذهبي في الميزان (4/167) والطبراني (3/46) (12/34) وفي الأوسط (5/354) والقضاعي (2/273) وابن عدي عن أبي ذر رضي الله عنه (2/306)، والملا في سيرته "ذخائر العقبى" (2/306) وابن المغازلي في المناقب بلفظ قريب منه "جواهر العقدين" (261) عن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه، والحاكم (3/63) (7/451) وقال صحيح على شرط مسلم، والأصبهاني في الأمثال (1/476) والآجري في الشريعة (4/387) (4/393) والدولابي في الكنى (2/195) وأبو الحجاج المزي (28/411)، وفي رواية عند الطبراني في الكبير (3/75) والقضاعي في المسند (56/28) والذهبي في الميزان (1/482): (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع المسيح الدجال)، وفي رواية عند الطبراني في الكبير (3/45) وفي الأوسط (4/10) وفي الصغير (1/240) (2/84) وأبو يعلى "جواهر العقدين" (260) وأحمد في الفضائل (2/785) والفاكهي في أخبار مكة (3/134) وابن عدي (6/411): (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل) والمتقي الهندي في كنز العمال (12/95) وأبو نعيم في الحلية (2/222) وقال: (غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من هذا الوجه)  والهيثمي في الزوائد عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه (4/163) وقال: رواه البزار وفيه ابن لهيعة وهو لين. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له). رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم) انتهى كلام الهيثمي.

وأخرج الطبراني والهيثمي والعسقلاني عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يداً، فلم يكافئه بها في الدنيا، فعلي مكافأته غداً إذا لقيني) قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عثمان إلا بهذا الإسناد، تفرد به يونس بن نافع). رواه الطبراني في الأوسط (3/463) والهيثمي في المجمع (4/165) وقال: فيه عبد الرحمن بن أبي زناد وهو ضعيف وفي (9/173)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/225) بلفظ: (من أسدى إلى هاشمي أو مطلبي معروفا ولم يكافئه كنت مكافئه يوم القيامة) ثم قال: قال في المقاصد بيض له شيخنا في بعض أجوبته، قال قلت أخرجه الطبراني في الأوسط عن عثمان بن عفان، وللثعلبي في تفسيره بسند فيه بعض الكذابين عن علي رفعه (من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها إذا لقيني يوم القيامة)، ورواه الجعابي في تاريخ الطالبيين بلفظ (من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته)، وكذا رواه وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (12/42) وقال: (33911) ما من أحد أسدى إلى رجل من بني هاشم حسنة لم يكافه عليها إلا كنت أنا مكافيه يوم القيامة (أبو نعيم عن عثمان). (33912) من صنع إلى أحد من خلف ولد عبد المطلب يداً فلم يكافه بها في الدنيا فعلي مكافاته إذا لقيني (عن عثمان بن عفان). (33913): من أولى رجلاً من بني عبد المطلب معروفاً في الدنيا فلم يقدر المطلبي على مكافاته فأنا أكافيه عنه يوم القيامة (عن عثمان بن بشير). (33914) لا يقوم الرجل من مجلسه إلا لبني هاشم (الخطيب عن أبي أمامة) وفي (12/95) برقم (34152) بلفظ: (34152) من صنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته عليها يوم القيامة (ابن عساكر عن علي). والسخاوي في المقاصد الحسنة (1/622) والطبري في الذخائر (1/19) وقال: أخرجه أبو سعد وتابعه الملا على الأول. والشامي في سبل الهدى (11/11) وقال:  رواه الطبراني في الأوسط والضياء المقدسي في المختارة والخطيب في التاريخ، وروى الملا وأبو سعيد النيسابوري عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته عنه يوم القيامة).

وروى الديلمي عن أمير المؤمنين سيدنا علي عليه رضوان الله وسلامه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة، المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه). وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/303) وابن عدي في الكامل (5/243) والكتاني في الأربعون الكتانية (1/11). قلت: فإن ضعفه البعض أو ترك من رواه، فإنه يندرج في أحاديث الفضائل، وهي أحاديث يؤخذ بها وإن كانت ضعيفة لكونها لا تأمر بتشريع يؤدي تاركه إلى العذاب. وفي رواية أخرى عند السخاوي في المقاصد الحسنة (1/622) والعجلوني في كشف الخفاء (2/225) والمناوي في فيض القدير (6/223): (من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي ..الحديث) ثم قال المناوي: فيه من الدلالة على عناية الله ورسوله بهم ما لا يخفى فهنيئا لمن فرج عنهم كربة أو لبى لهم دعوة أو أنالهم طلبة والوقائع الدالة على ذلك أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر فمن أراد الوقوف على كثير منها فعليه بتوثيق عرى الإيمان للبارزي ومؤلفات ابن الجوزي. وفي رواية ثالثة عند عند السخاوي في المقاصد الحسنة (1/622) (1/632) والعجلوني في كشف الخفاء (2/225) (2/233) بلفظ: (من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ..الحديث).

قلت: وكلها تحث على رفعة مقام بني هاشم، ويؤخذ بها من باب فضيلتهم، والقرب منهم والصفح عنهم طمعاً بشفاعة سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم، ومكافأته للصافح والمسامح أمر لا يخرج عن رحمته صلى الله عليه وآله وسلم بأمته وبأهل بيته.

وكما بدأنا ننهي بحثنا هذا بالقول بأن ما أوردناه إنما لم نورده بغرض التعالي على عباد الله تعالى وتنزيه الذات عن كل شائب، وإنما لأهمية وخطورة أمر الانتساب إلى العترة النبوية وما حباهم الله تعالى من مقام، نحبهم ونجلهم ونتقرب إليهم ونودهم إكراماً وتعظيماً وإجلالاً لله تعالى ولسيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم في المقام الأول والأخير، وتقرباً له بأبي هو وأمي عل ذلك أن يكون شفيعاً لنا بين يديه فننال رفقته وشفاعته في الموقف الأعظم.

اللهم إن كنت قد أصبت بما قلت وكتبت، فإني أشهدك أنه لا فضل لي فيه قط، إنما هو بفضلك وجودك وكرمك ومنك وإحسانك وعلمك، وبما علمته لعبيدك ابن عبيدك ابن أميمتك الذليل بين يديك، عديم العلم إلا تجود به عليه، وإن كنت قد أخطأت فمن نفسي وجهلي، أستغفرك الله ربي وأتوب إليك، متذللاً بين يديك لاجئاً إليك متوسلاً بك بين يديك أن تغفر لعبدك الجاهل المذنب، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت برحمتك يا الله يا أرحم الراحمين.

اللهم إن كنت قد أصبت بما قلت وكتبت، فإني أشهدك أنه لا فضل لي فيه قط، إنما هو بفضلك وجودك وكرمك ومنك وإحسانك وعلمك، وبما علمته لعبيدك ابن عبيدك ابن أميمتك الذليل بين يديك، عديم العلم إلا بما جدت وتجود به عليه، وإن كنت قد أخطأت فمن نفسي وجهلي وجهالتي، أستغفرك الله ربي وأتوب إليك، متذللاً بين يديك لاجئاً إليك متوسلاً بك بين يديك أن تغفر لعبدك الجاهل المذنب، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت برحمتك يا الله يا أرحم الراحمين.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

ترحب إدارة الموقع بكافة التعليقات والملاحظات، وذلك من خلال صفحة (اتصل بنا).