زقاق الطيار بالمدينة المنورة
يقع زقاق الطيَّار غرب المسجد النبوي الشريف حيث يبدأ من جهة المناخة وينفذ إلى شارع السيح من جهته الغربية. وبيوته مبنية بالحجر والطين على ارتفاع دورين أو ثلاثة أحياناً وهو يحتوي على العديد من الأحواش والأزقة والسقائف.
يقول الأستاذ عبد الرحمن الحميد في كتابه المعروف بإسم "ذكريات وخواطر عن طيبة الطيبة" في طبعته الأولى عام 1416هـ:
(يعتبر زقاق الطيارسابقاً من الأحياء الكبيرة في المدينة المنورة وهو ذو كثافة سكانية كبيرة وبه أحواش عديدة متفرعة منه يميناً ويساراً. ومن مميزات الزقاق أن مدخله يطل على الشارع الرئيسي "شارع المناخة" وتحُف بمدخله مراكز عديدة لتجمعات الأهالي لقضاء أوقات فراغهم، ومن أهم هذه المراكز، قهوة الحادي، وقهوة المُعَلم. والكثافة السكانية في الزقاق ناتجة عن تلاصق البيوت في الأحوشة وعلى نفس الشارع، بحيث كان عدد البيوت في معظم الأحوشة يزيد على خمسة عشر بيتاً تقريباً وفي كل بيت يسكن رب الأسرة ووالداه وأبناؤه وإخوانه مع أطفالهم مما يدل على أن الأسرة كانت متماسكة ومُتعاضدة. وأستعرض هنا ذكر أسماء الأحوشة التي كانت موجودة فيه وسأبدأ من نهاية زقاق الطيار أي من الغرب إلى الشرق.
الأحوشة التي كانت موجودة في الجهة اليُمنى لزقاق الطيار والبيوت التي كانت قبل الأحوشة من ناحية اليمين هي: بيت أبو مائلة أو الرماش، وعائلة محمد العامر الرميح، وبعدها يأتي حوش سكر، وكان يسكنه العوائل التالية: عائلة حميّد عبد الله الحميّد، وعائلة حسن عفَّان، وعائلة السيد عباس جمل الليل، وعائلة أحمد الفا،ر وعائلة زين فارسي، وعائلة بكر عبده. وفي مدخل الحوش، عائلة علي الحيدري، وعائلة أبو الحسن، وعائلة سليمان بدر الينبعاوي. وكان هناك فرن للعيش هو فرن الصواف ويطل على زقاق الطيار وعلى مدخل حوش سكر. وبعد الفرن يأتي بيت القصاص، وحوش مسعود، ويلي حوش سُكَّر. وكانت تقطنه عوائل عدة منها: عائلة عبد الرحمن الحجيلان، وعائلة ناصر خالد الحميد، وعائلة أبو دريهم، وعائلة أبو الحسن، ثم يأتي بيت عبد الله أبو ربعيَّة، وبيت محبَّت، ثم يأتي حوش شلبيَّة، وممَّن يسكنه: عائلة محمود الصائغ، وعائلة أبو عنق، وعوائل أخرى لا أذكرها.
ثم يأتي بيت علي الصائغ يليه بيت أحمد المصري، وبعده يأتي حوش قمر. وممن يسكن هذا الحوش: عائلة صالح المغربي، وعائلة محمد الفهد الوهيبي، وعائلة أبو طربوش. ويأتي بعد الحوش فرن شريك العُمَري، وكان من أشهر من يعمل هذا النوع من الشريك أبو السمسم أو الكعك. ويأتي بعده بيت محمد الحمد، يليه سقيفة بداخلها ثلاثة بيوت تقريباً. ثم يأتي بيت البلاع، ثم بيت عَصَر، يليه حوش الجربي. وممن كان يسكنه: عائلة منصور عامر، ونفاع الرحيلي، ويلي الحوش بيت الصواف، ثم مسجد العماري. وبعدهما يأتي حوش ورده. وممن كان يسكنه: الشيخ محمد الخضر مايابي الشنقيطي وأبناؤه، ومحمد الأمين، والشيخ المُجتبى الشنقيطي، وبيت الشاذلي. وبعد الحوش يأتي مستودع كبير كان يستعمله القادمون من مكة على حميرهم ويطلق عليهم لقب الركب، ويلي المستودع بيت حموده، ثم حوش الوقف. وكان ممن يسكنه بيت أبي حسان، وتقف الأحوشة بعد ذلك لمسافة مائة وخمسين متراً تقريباً ثم يأتي حوش درج، ويقع في مدخل زقاق الطيار ويطل على شارع القشاشي أو شارع المحاريس، وبجانب مدخل حوش درج كان يجلس باعة الفصم أو النّوى المدشوش المُبلَّل بالماء، حيث كان يستخدمه الناس كغذاء للأغنام. وفي مدخل الحوش في الناحية اليمنى للمتجه إلى الحرم يأتي بيت الكردي، ثم دكان عابد.
وبعد استعراضي للأحوشة التي كانت في الجهة اليُمنى يتطلَّب الأمر مني ذكر الأحوشة التي كانت موجودة في الجهة اليسرى للمتجه إلى الحرم. وقبل ذكر الأحوشة التي كانت على يسار المتجه إلى الحرم أبدأ أولاً بذكر البيوت التي على الشارع وقبل الأحوشة، حيث كان فيها بيت رشيد المزعل، وعائلة الفوال، عائلة زين فاخورجي، ومنزل محمد العايد، ثم بيت أحمد التكروني، ثم تأتي أربعة بيوت لا أذكر اسم من كان يسكنها. ثم يأتي حوش السمان، وكان مكتظاً بالسكان أذكر منهم: عائلة محمد السليم، وعائلة عبيِّد المحلولي، وعائلة محمد عقَّاد. وبعد الحوش يأتي بيت خليفة، ومبارك الظاهري، ثم دكان عوده. ولعل الشيء اللطيف هنا هو أن هذا الدكان بمثابة ما يسمى حالياً بالسوبر ماركت حيث كان كل من يرتاده يجد فيه كل ما يحتاجه عدا اللحوم.
ثم يأتي حوش هتيم، وكان يسكن في مدخله عائلة شعيب التركي، ثم عائلة الخيمي، وعائلة محمد عبد القادر المُلقب بدعبس، وعائلة سليمان الشلاش، وعائلة يوسف الهَمَّ، وعائلة عيسى الصويَّغ، وعائلة عبد الكريم السيف، وعائلة عبيّد القريان، وعائلة جمعة بدوي، وأبناءه خضر وخليل، وعائلة عبد الله الشلاش. ويأتي بعد الحوش بيت أبو عنق، ومنزل عبد الله الرشيد المُلقب بالمشحن، ثم يأتي بعد ذلك فرن أسعد شربيني للخبز، ثم منزل الشربيني، وبعده عدة بيوت. ثم حوش المغربي. وكان ممن يسكنه: عبد الله فرج الزامل وإخوانه محمد وأحمد ووالدتهم. ويلي حوش المغربي، بيت صالح القبلان، ومنزل محمد العائد، وبيوت عِدَّة أخرى لا أذكر أصحابها.
ثم يأتي بيت عُمدة زقاق الطيار سابقاً السمكري، ويأتي بعده حوش خير الله. وممن كان يسكنها: الشيخ محمد التركي المدرِّس بالمسجد النبوي الشريف، وعائلة أبو جلاَّس. ثم يعقب الحوش فرناً للعيش والشريك أبو السمن. ويعقب الفرن حوش كرباش. وممن كان يسكنه: بيت خريص، وبيت فهيم الدين، وعائلة ناصر، وصالح المنيع الخليوي (والسيد رشيد طه الغزي والد الشاعر محمد هاشم رشيد رحمهما الله والشيخ أسعد عبد الغني رحمه الله).
وحوش كرباش هذا له مدخلان أحدهما على زقاق الطيار (فالأول عبارة عن سقيفة أو ممر ضيق جداً من الجهة الجنوبية الغربية من حوش كرباش وبه عدة بيوت منها: بيت أبو السعود مخدوم رحمه الله. ومدخل الحوش الآخر يقع على الجهة الشرقية على شارع المناخة).
وأذكر أنه عندما تولى الملك سعود الحُكم كلَّف أناساً بتوزيع الصدقات على المحتاجين وكان مقرُّهم حوش كرباش في الجهة المطلة على شارع المناخة. ويأتي بعد حوش كرباش من الناحية المطلة على زقاق الطيار المنازل التالية وهي: بيت أسعد خليفة، وبيت عبد الله السبيعي، وبيت حلابة، وبعد هذه المنازل، يأتي زقاق العاصي وكان يسمى أيضاً زقاق الكلاب، ثم دكان محمد نشار لبيع الأشرطة الغنائية، ثم منازل عدة. يأتي بعدها دكان حسن كبير وهو آخر نقطة لزقاق الطيار من الجهة اليسرى حيث يأتي بعده شارع المناخة).