الشيخ الشريف طارق بن عثمان بن أحمد الطيار حفظه الله

اسمه ونسبه.

هو الشيخ الشريف طارق بن عثمان بن أحمد بن علي الطيار، المنتهي نسبه ثابتاً مؤصلاً بسيدنا جعفر الطيار بن أبي طالب بن عبدالمطلب رضوان الله تعالى عليه.

ولادته ونشأته.

ولد بالمدينة المنورة سنة ألف وثلاثمائة واثنان وستون للهجرة لأب ترعرع وعاش بين أحضان المسجد النبوي الشريف وفي بساتين طيبة الطيبة، وعاصر ما شهدته المدينة المنورة من أحداث دامية و(سفر برلك) والقتال الذي كان بين (فخري باشا) حاكم المدينة المنورة العثماني والشريف حسين شريف مكة المكرمة يرحمه الله. وأم لعقت الدين وتربتن على سمو الأخلاق منذ نعومة أظافرها، فهي السيدة الفاضلة (سلمى) ابنة الشيخ الجليل أحمد زاهد يرحمه الله، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، والذي بشر بميلاد حفيده (طارق) وهو يقرأ بالحرم النبوي الشريف قول الله تعالى: (والسماء والطارق) فأسماه (طارق) تيمناً بالسورة الكريمة، ولقبه بابن الروضة الشريفة.

هو آخر الأبناء ترتيباً بين أشقائه (الشريفة خديجة، الشريف زكي "توفى صغيراً"، الشريف بكر "توفى شاباً ولم يعقب"، الشريف عبدالكريم، الشريف أسعد، الشريفة هدى) وجميعهم أبناء السيدة سلمى بنت أحمد زاهد يرحمهما الله.

كانت نشأته بين أزقة المدينة المنورة وطرقاتها وبساتينها متنقلاً بين قباء والعيون وحارة الأغوات التي سار بينهم مشياً على الأقدام. وخلال ذلك بدأ تعليمه كأبناء جيله في رحاب المسجد النبوي الشريف لدى الشيخ الشناوي يرحمه الله عند باب المجيدي في الحرم النبوي الشريف، ومن ثم إنتقل إلى مدرسة دار الحكمة لإكمال دراسته.

من ثم انتقل مع أبيه يرحمه الله إلى مكة المكرمة ثم إلى مدينة جدة لمواصلة دراستهومرافقة والده الشيخ الشريف عثمان بن أحمد بن علي الطيار يرحمه الله، والذي قضى معه أربعاً وعشرين سنة، حيث توفى والده بمدينة جدة وتم نقله إلى طيبة الطيبة للصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف ثم ليوارى ببقيع الغرقد عليه رحمات الله تعالى.

حياته العملية.

بدأت حياته العملية بإلتحاقة في الخطوط الجوية العربية السعودية التابعة لوزارة الدفاع آنذاك، وذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله، ثم إنتقل للعمل في وزارة العمل والشئون الإجتماعية والتي كان يرأسها لآنذاك معالي الشيخ عبد الرحمن أبا الخيل، ليجني خلال تلك الفترة من الخبرة ما أهله للإنتقال إلى وزارة الخارجية، والتي إنتقل إليها (فرع وزارة الخارجية بجدة) في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله، وكان السيد عمر السقاف آنذاك وكيلاً لوزارة الخارجية وله عدد من الوكلاء المساعدين منهم الأستاذ محمد إبراهيم مسعود. وكان يضم فرع الوزارة بجدة الكثير من خيرة شباب المدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة والرياض.

تمكن وخلال فترة وجيزة من إكتساب المهارات الوظيفية التي أهلته للإنتقال من العمل داخل فرع الوزارة بجدة إلى التمثيل الدولي لبلاده حين تم تعيين معالي الشيخ عبد الرحمن أبا الخيل سفيراً سعودياً في القاهرة بجمهورية مصر العربية، فانتقل معه لما كان يعرفه عنه مسبقاً عندما عمل في وزارة العمل والشئون الإجتماعية، وليوكل إليه مهام نائباً لسعادة الأستاذ علي الجفيدي يرحمه اللهالقنصل السعودي في مصر. وهناك قضى سبع سنوات من العمل الدؤوب. لينتقل عمله بعدها إلى السفارة السعودية في بيروت بالجمهورية اللبنانية، وذلك بناءً على ترشيح صادر من قبل الوزارة، والعمل مع معالي السفير الأستاذ علي الشاعر. وكانت تلك من أصعب الأيام التي قضاها والمسئولين في السفارة حيث صادفت ما كانت تمر به لبنان من عاصفة الحرب الأهلية، فاضطرت الحكومة السعودية آنذاك إلى إغلاق السفارة، وعليه تمت العودة للعمل في فرع وزارة الخارجية بجدة من جديد.

لم يمض أسبوعان على عودته حتى رشح للعمل بسفارة المملكة العربية السعودية في طرابلس بالجمهورية الليبية، فغادر على الفور للعمل بها قائماً للأعمال لمدة سنة ونصف، ليعود بعدها من جديد إلى فرع وزارة الخارجية بجدة.

وبعد عودته بأقل من شهر، أعيد ترشيحه لنقل خدماته والعمل بسفارة المملكة العربية السعودية في لندنبالمملكة المتحدة، وذلك بناءً على رغبة السفر السعودي آنذاك الشيخ ناصر المنقور يرحمه الله. فانتقل للعمل قنصلاً عاماً في السفارة لمدة سبع سنوات، وكانت من أزهى سنوات العمل لما لقيه من الشيخ ناصر المنقور من أخلاق يصعب وجودها، فكان أباً وأخاً ورئيساً لجميع العاملين في السفارة. ومن ثم تم تعيين معالي الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله سفيراً سعودياً لدى المملكة المتحدة، فعمل معه لمدة سنتين، ليكون إجمالي عمله في السفارة السعودية في لندن بالمملكة المتحدة، تسع سنوات. وكان من أبرز الأحداث التي تمت آنذاك هو بناء المبنى الجديد للسفارة السعودية في لندن وإدخال الخطوط الجوية العربية السعودية وبنك الرياض ولأول مرة فيه.

انتقل بعدها للعمل قنصلاً عاماً للمملكة العربية السعودية في أثينابجمهورية اليونان، وعمل فيها سبع سنوات، ليعود بعدها للعمل في فرع وزارة الخارجية بجدة من جديد. ولكن لم يمض على بقائه في جدة خمسة عشر يوماً حتى صدر قرار نقله وترشيحه من جديد للعمل قنصلاً عاماً للمملكة العربية السعودية في فيينا بجمهورية النمسا، فعمل بها خمس سنوات مع سعادة السفير عمر كردي يرحمه الله.

عاد بعدها إلى فرع وزارة الخارجية بجدة طالباً إحالته إلى التقاعد، وتمت إحالته إلى التقاعد بناءً على رغبته بعد أن قضى معظم سنوات حياته في خدمة وطنه متنقلاً بين بقاع الأرض. حيث يعيش اليوم رعاه الله متنقلاً بين جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك مدينة القاهرة التي لا ينسى ما قدمه فيها من سنين حياته في خدمة الوطن والمواطن.

وأما عن حياته الخاصة، فقد تزوج رعاه الله وعمره تسعة عشر سنة من ابنة الشيخ مصطفى أمين اليوسف، والذي كان من أعيان مدينة جدة وصاحب أكبر تجارة (القباني) وكان أول من أدخله إليها. إضافة إلى أنه أول من قام بتأثيث قصر خزام بجدة والذي أتى بأثاثه من جمهورية مصر العربية، وقصر الناصرية بالرياض. وكان يرحمه الله أول من أتى بالسيارة إلى مدينة جدة، فقد أتى بها من مدينة مصوع في الحبشة، فلما وصلت قدمها هدية للملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله لما كان له في قلبه من محبه وإجلال وإحترام.

أما أبناؤه، فقد أعقب رعاه الله أول أبنائه، الشريف أيمن بن طارق الطيار "وبه يلقب"، نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري، والشريف إيهاب طارق الطيار مدير الجودة والنوعية بإدارة عمليات الخطوط الجوية العربية السعودية بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، الشريفة دينا، والشريفة روزانا حفظهم الله ورعاهم.